غريب هو القدر كيف يصفعنا على غفلة وينسحب بهدوء! فيتقدّمُ الموت ويختارُ دائماً الأغلى والأحبّ، فنقفُ عاجزين أمام ثنائيّة الوجود والعدم، ونعزّي أنفسَنا بأنّ لكلّ بداية نهاية، لكنّ بعضَ النهايات صعبٌ حدّ الوجع...
لا تصدّق أيّها الموت أنّه سيرحلُ معك اليوم... إنّه يغفو في حضن مريمَ، فقد اختاره الله هديّةً لها في بداية الشهر المريميّ.
لن تأخذه منّا، فهو سيزورُنا كلَّ صباح كعادته...
سيرُفُّ بجناحي ملاك فوق مدرستنا...
سيتفقّد الملاعب والصفوف... ويوزّع ابتساماتِه زادَ خير لأيّامنا القادمة، وذخيرةَ حبٍّ لسنوات صعاب.
يا قدّيسَنا الطاهر،
غداً يقصد المريميّون القبر، حاملين الطيوب والقلوب. سيبصرون عند الباب ملاكاً يحمل بنفسجات ثلاثاً، وسينطلقون مبشّرين بالبساطة والوداعة والتواضع، بالصفات التي جسّدتها حتّى الامّحاء.
"فرير أندريه"
دعنا نلمسُ بياض ثوبك فنبرأَ من أسقامنا...
دعنا نتلمّسُ طهر قلبك فتتنقّى نفوسُنا...
"فرير أندريه"،
لك الوعد... لك الحبّ... وباقات الدمع الحزين.
باسم إدارة المدرسة وأفراد الهيئة التعليميّة والموظّفين، أتقدّم من أفراد العائلة المريميّة ومن أصدقاء ومحبّي "فرير أندريه" بأحرّ التعازي. نعزّيكم ونعزّي أنفسَنا، ونسألُ الله أن يُسكنَ فقيدَنا الغالي فسيح جنّاته.
جبيل في 2 ايّار 2021
ناجـي تـوا